الجمعة، 24 سبتمبر 2010

تتداعى عليكم الأمم

بسم الله الرحمن الرحيم 

لم أظن يومًا وأنا في الابتدائية أتعلمُ في المدرسة عن سيرة المصطفى الحبيب.. صلى الله عليه وسلم.. ودينه الكامل.. وقرآنه الطاهر.. والصحابة الغر الميامين.. وأنا اقرأ عن بطولاتٍ وتحدياتٍ ودينٍ قد انتصر وظهر..
لم أظن وقتها أبدًا.. أنني سأعيشُ لأرى اليوم الذي تتكالب علينا به الأمم من كل حدبٍ وصوب.. حتى من أمم تسمّت بالإسلام.. حتى أصبحوا أناسًا لم يحملو من ديننا إلا الاسم في وثائقهم الرسمية.. اسمًا من بضع أحرفٍ فقط!.. 

لم يتخيّل عقلي الصغير بالرغم من مخيلته الهائلة وقتها أنني سأعيش لأرى أحدهم يتعهد بحرق وإهانة قرآننا الكريم أمام العالم أجمعْ، القرآن الكريم.. الذي لا تسمح لنا المعلمة بإمساكه إلا ونحن طاهرون.. القرآن الذي تبسمُ أمي كلما حفظتُ منه صفحةً جديدة.. ويكافؤني والدي على إتقان لفظه بصورة أفضل..نعم أمام العالم الذي أقسم على ضيمنا.. سواء أكان من بعيدٍ يتجهمنا.. أم من قريبٍ تسلّم أمرنا.. 
وبحرقةٍ نردد.. حسبُنا الله ونعم الوكيل! 

لم أردْ أن أعيش لأشهد العالم يتهمنا بجرمٍ ما اقترفناه.. 
إسلامُنا.. دين السلام.. واسمه تعالى السلام.. ورسوله من حمل رسالة السلام 
إسلامنا يُهاجم من كل حدبٍ وصوب.. وصرنا كقصعةٍ تتهجم علينا الأكلة وإن كانت من لحمنا!!

نعمْ.. هذا ما حدث حقًا أيا قلبي.. هذه ما تكذبه عيناي رغم رؤيتي له.. 
ومن دون تكلف بتصرفٍ حاولتُ إيصال صوتي إليهم.. فكنتُ كلما دخلت بينهم.. أجد المزيد من الكره والحقد والظلم ينهالُ عليّ لأجل ما أؤمنُ به!.. 

رباه.. 
لستُ أريدُ البكاء.. ولكن إن لم تجعل نصرة الإسلام بأيدينا.. فاستبدلنا بقومٍ لا يكونوا أمثالنا.. لا يرضوْن الضيم لدينا.. دون أن يحل غضبك علينا.. 

نعم يا قلبُ.. الدين الذي عرفته بكل صفاته الكاملة.. يُهاجَمُ بما ليس فيه، بما هو منه براء.. لتعيش أيا قلبُ في عالمٍ ثمل بالأكاذيب.. وأضحى الجميع غارقون في سكرته.. إلا من رحم ربي.. 

المشكلة تكمنُ أننا لا نصلُ إليهم.. ذلك الأحمق الذي حاول حرق القرآن.. اعترف أنّه لم يقرأه أبدًا! فكيف له أن يطلق حكمًا كهذا عليه، بل كيف يرغبُ بالتعدي على شيء لم يعرفه أصلًا؟! 
أولئك الذين يكرهوننا لايعلمون عنّا شيئًا.. 
ونحن في غفلتنا.. ســــــــاهون! 

انشغلنا في انحطاط فاجع في إعلامنا الفاشل.. فتجد قنواتنا الفاشلة تتسابق في عرض الرذيلة في شهر الفضيلة.. 
ما بين علاقات محرّمة زينوها لتظهر بريئة! 
وما بين دعاوي الشيطان الذي ترك من بعد تصفيده، شياطين!! 
وتجدنا ننسبُ للإسلام والمتدينين صفات الكفرة الفجرة.. ونجعل من السكيّر بطلًا!! بطلًا قد أُغدق عزًا وشرفًا!! 

تكالبنا حتى على أنفسنا!! .. فصار الدين والمتدين الخطأ الذي يجب قتله! .. وإن كان بسهامنا!! بخٍ بخٍ يا إعلامنا!!

وأشدُ ما يُضحك حدّ البكاء.. هو تجرؤ علماء يتسمّون بالإسلام على صحابة المصطفى.. والمبرأة من السماء..
لم يعلم وهو عالم قومه الجاهل.. أن الإساءة لن تصل الموتى.. وإنما سترتدُ عليه وبأنها.. عليه سلامنا ورضى الرحمن.. ستكسبُ أجرًا تأخذهُ منه وممن صدّقه.. وتكسب منّا دعواتٍ ورحمات.. 
"لا تحسبوه شرًا" .. 

ولم يعلمِ الحاقدون.. أن القرآن سيظلُّ محفوظًا في صدورنا.. وبأننا سنمسكُ به أكثر كلما حاولوا من غيظهم قتله.. 

ربـــاه.. 
ألهذه الدرجة يحملون هذا الكم من الكره والحقد في صدورهم؟ 
لا أدري متى ستنفجرُ أوداجهم.. لكني أشفق على قلوبهم التي حصرت كرهًا وغيظًا 
دون أن أفكر بمقارنتها بصدور قد امتلأت رضىً وطمأنينة.. وأمرنا فيه كل الخير.. إن كان شرًا صبرنا.. وإن كان خيرًا شكرنا..

لكم يفتقدون للطمأنينة..
طمأنينة إغماض الجفن ونحن على يقينٍ بأن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا.. وما أصابنا لم يكن ليخطئنا.. 

ولكن.. 
أما آن وقت دحر الذل عنّا؟ 
ليس بأن نشتمهم بالمقابل.. وإنما.. 

بالحكمة والموعظة الحسنة..
وليكن لنا المصطفى.. الأسوة الحسنة.. 

وبكل طمأنينة سنظل نردد.. 
الحمدُ الله، بل أكثرهم لا يعلمون..