الاثنين، 30 نوفمبر 2009

لا أزالُ .. أنـــــــــــــــــا ...




أنا ما زلتُ أنا ..  
وما زالت ملامحي ذاتُها .. 

لا زلت أستيقظ في الصباح .. 

أفرش أسناني .. وأرتشف فنجاني .. 

لا زلت ذات الشخصِ ...
لم أتغير ... 

لكني .. 

صرتُ من دونِ أحلامي ...
 آمالي .. 

أجهضتها بك ذلك اليوم .. 
ووأدتها طفلة .. لم تُجد الكلامِ .. 

لا زلتُ أنا .. 

أنظر هاتفي آلاف المرات ... 
وأُحدِّث تلك الصفحة ملايين المرات .. 

و معها ... 

أتلاشى ...  

أتلاشى ......  

أتلاشى ........... 

لا زلتُ ذات الشخصِ كن واثقًا .. 

سوى أنِّي كنتُ بذات روحٍ .. وصرتُ إلى أشباه ... 
وكنتُ بذاتِ روحٍ .. وصرتُ إلى اندثار ...
وكنتُ بذات روحٍ ... 

وصرتُ ... 
لا شيء .... .... 

لا زلتُ ذات الشخص .. كُن واثقًا .. 

لا زال تمثالي أمامي .. 
ولا زالت ضحكاتي خبيثة .. 
ولا زالت دموعي ... صعبة المنالِ ... 

ما زلتُ ذات الشخصِ ... لم أتغير .. 
سوى .. أنِّي .. 

حلتُ شخصًا .... 
ثانِ ...

وبقايا ...... بقايا .....

إنسانِ ...

الأحد، 29 نوفمبر 2009

بقايا يومُ المطر ...



بخطىً متثاقلة تمضي بطرف الرصيف بعد أن سمعت بمصيبة موعد تسليم المشروع، غارقةً بما يكفي من الهموم، جادة التفكير بالخطط، وبديل الخطط.
"كيف سمحوا لأنفسهم بتقديم الموعد!".

ومع أفكارها المبعثرة، وعلامات الاستفهام التي ملأت جنبات الرصيف، وتمتات شفتيها الغاضبة..
نبَّهتها برودةٌ سرت علي خديَّها، "اوه".
مرةً أخرى ولكن بيدها، "أيمكن؟"
نظرت بعينيها الغائرتين للأعلى، لتشهد بكاء السماء، فأخرجت بزفراتٍ غاضبة "وكأنَّ هذا وقته!"

غطَّت وجهها ببضع وريقاتٍ كانت تحملها.. حثَّت الخُطى بإسراع لتمحوَ أيّ خاطرةٍ أُخرى قد ترد.. "يكفيني همي هذا الآن".

مضت بالجنبات كصاروخٍ متجهٍ نحو هدفه، همَّه أن يُنهيَ مهمَّته، لا التفاتة لشيءٍ حتى ذاك الإعلان الذي كانت تحبُّ رؤيته.

مضت.. مضت.. حتى استوقفها ذلك الصوت، ارتعشت أطرافها هيبةً له، فذاك الصوت لم يكنُ غريبًا.. وإنما..

ذاك الصوت، أعاد بها الذكرى للبعيد..
ذاتُ الصوتِ، لكن يومها كان أجمل..
قطراته... 
بذات الصقيع، لكن يومها كانت أدفأ..
وذاتُ الشفافية، لكن يومها كانت أعذب..
طرقاته... 
بذات القسوة، لكن يومها كانت أيسر.. أسهل.. أقصر...

تاهت بتلك الطرقات، لم تعد تحتمي من القطرات..
لم تعد تحثُّ الخطى..
تاهت بعالمها ذاك...

وتيهٍ غيَّبها والدنيا.. حتى مرَّت شاحنة بذات سرعةٍ جنونية، رشقتها ببارد الماء بالكامل، فأدركت الوجود تارةً أُخرى!
"ذلك الأحمق، أأصابه العمى؟"

اختلطت دموعها بالمطر..
ونفضت ثيابها بالمطر..

ومضت يتبعها الطريق..
لم يعبأ بها أحد!

وحدها،
ومطرٌ ... مطر ...


السبت، 21 نوفمبر 2009

فأيٌّ لغاتٍ يا صمت...


فآثرنا الصمتَ.. 
وصمتٌ... 
قبله كانوا ينتظرون منَّا البوح .. له يتشدقون.. 
إن آثرناه ... كُلَّ صوابٍ له يفقدون...
فأصبحنا بصمتنا هذا.. مجرمين .. 
وبه .. في بَوْتقة اتهامٍ  .. مقيَّدين.. 
ظنَّـوا أنَّا بصمتنا .. نأنفهم.. 
وظنُّوا .. بأنَّـا غَرورٌ .. حمقى .. متكبرين.. 
تجاهلوا موتَ الكلمات...
فما عباراتنا إن كانت .. غُثاء سيل.. 
وما دفاعاتنا .. إن كانت لبريءٍ حُكم عليه الإعدامُ.. وشُرِع التنفيذُ.. 

ما حربُ الكلمات.. وسهامُ الحروف.. 
ما البكاءُ والنحيب .. وجدوى الدموع؟!! 

فآثرنا .. الصمت.. 
وصمتٌ... 
أثار فيهم من الحنق ما يكفي.. 
أرادوا إشباع رغباتهم .. برؤيتنا باكين.. 
خاضعين .. متوسلين.. 
أرادونا نتوسل .. نصرخ.. نشتُم... 
نحقد .. ندعو... ننقـم ..

لكنَّا .. بيأسٍ آثرنا الصمتَ..
وصمتٌ .. 

به دخلنا مملكتنا المصمتة.. 
لم يُعرف لها بابُ قلعةٍ من نافذة.. 
وأبت الكلمات أن تخنق العبرات... 
فما كان.. هذا .. ولا ذاك.. 
حتى أوتارُ الصوتِ .. 
عيَّت كثرة الإطباق .. 
فخانتنا في لحظات الكلام..
فرحَلت.. 
فما عُدنا .. نصرخ أو نتحدث أو نجيدُ آهات.. 
رُبما .. هزمونا.. 

فآثرنا الصمت 
وصمتٌ...

به انتصرنا.. 
فألقُوا اتهاماتكم أكثر.. 
وزعزِعوا خلجات أنفسكم.. 
اقْتلوا أحبَّتنا أمام مرآنا.. 
مزِّقوا أحلامنا...
احْرِقوا مأوانا.. 
وانهشوا .. من أرواحنا ما شئتم.. 
فصرخاتنا لم يأنِ لها الخروج.. 
فاحترِقوا بغيظكم أنَّى شئتم.. 

فإنَّا .. ها هُـنا .. "صامتون" ... 

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

آنـــــساك ؟؟!


عانيتُ أنساك ..
ملامحك الهادئة .. نبضاتك العذبة ..
مشاعرك الرقيقة … سكونك الشفاف .. 

أنساك ..
ذراعيك الدافئة .. تحتضن أجزائيَ الباردة .. 
كلماتك المبعثرة .. تسلي أعماقيَ الحزينة .. 
لمساتك الناعمة .. تداعب وجنتايَ الخجلة .. 

أنساك .. 
وآمالي التي رسمتها في عينينك ..
وأحلامي بالموت على فراشك .. بين يديك ..

أنساك .. 
أكانت أحلامي سرابًا .. لمساتك سُمَّا .. آمالي رمادًا ..
أكانت ضحكاتك مزيفة .. وكلماتك عابثة .. وابتساماتك كاذبة .. 

أنساك .. 
وأذكُرُ تلك الليلة .. بهوائها المُرعب.. وصقيعها المُثلج..
حينها .. رحلتَ ببرود .. رحلت ..
ركضتُ خلفك ركضت .. وخيالُكَ يسري أمامي .. 
لكنِّي ضِعتُ في الضباب .. أبحثُك .. أين أنت ..
أناديك .. لا أريدُ ضلالَ الطريق ..
أناديك .. أعائِد ..
أناديك .. ولم أسمعْ سواي.. وصدى صُراخي..
..... 
فأدركتُ أنَّك رحلت ..
رحلتَ دون أن تنظُرَ في عينيَّ .. وتتأملَ وجهي .. 
رحلتَ كجبانٍ يخشى قطف وردةٍ من بستان .. 
أخشيْتَ أشواكها؟ ألمّا تعلم أنّك لم ترحلْ إلا وأشواكها خائرةٌ متكسّرة..
لا تخفْ .. 
فلقد تمكنت اقتلاعها .. وإلقائها بقارعة  الطريق ..
تحت رحمة المارين .. وقسوة الأقدام .. 
تمكنت اقتلاعها .. ولم تترك بها سوى جُرحٍ عميق من ذكراك .. فكيف أنساك؟؟!!

أنساك .. 
يجب أن أنساك .. 
فأنت .. لا تستحق أن أعيش ذكراك .. 
خذلتني نعم .. حطمتني نعم .. قتلتني نعم .. 
ولذلك .. سأظلُّ أستمدُ مما فعلته القوةَ لأنساك ..
أعدُك .. أعدُك .. يا قاتلي ..
سأنساك ..

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

نحن والقلم.. وعشق أبدي...




بدءًا من الخربشات الطفولية... 
وطلاء الجدران... 
وتأنيبٌ لطيف بين الحين والآخر.. 
ماذا كُـنَّا نعتقد الجدار ذلك الوقت.. 
لماذا كُـنَّا نهوى الخربشة عليه... 
بخطوطٍ عوجاء... 
لا يُـعرف لها بدء من انتهاء.... 
تُرى... 
ما الذي كُـنَّا نتخيله وبأيدينا ترتسم الخطوط المعوجة... 


انطلقنا للمدرسة.. 
وصرنا نمسكه بشكلٍ صحيح... 
اوه... أخيرًا... 
ونسخٌ لا انتهاء له.. 
نسخ تلو نسخ
حتى صرنا... نألفه.. ويألفنا... 
نعشقه... ويعشقنا... 
وهاجس للإمساك به.. مرة تلو أخرى... 
وتباهٍ بخطوطنا.. كلما صارت... أجمل... 
احترافٌ ... تقليدٌ... وابتكار... 
وانبهار بالخطوط الأحلى... 
وتقليد عقلٍ باطن يأبى... الاعتراف....



كذا حكايتنا وأقلامنا...
احتراف ألوانٍ... منحنياتٍ... وأشكال.. 

بوح خاطركسير.. 
وإحراق الأوراق من بعد... 
لتُصبح لعالم ... اللاوجود... 


بحثُ مستمر عن الحروف.. 
لتجديدٍ .. وارتقاء... 


ويظلُّ القلم ملاذنا... 
مهما تعالت تكتكات لوحة المفاتيح.. 


لا زال دفتري هناك... لا زال... 
وحروفي .. ما تزال تُسطره... ما تزال... 

كلمات تعشق رؤية البسيطة... 

وتهوى الاستمرار... 


فيا حبر القلم... لا تنفذ...
ولبتقى .... 
حـــاميًا... مـــــلاذًا... وســــكنًا...