الخميس، 14 يوليو 2011

مفترق الطريق..!

حيث هناك.. وقت الغروب
على مفترق الطرق، كان قدرًا حاتمًا أن أمضي من طريقٍ لن تمشيَ فيه..
رغم محاولاتي العاثرة في التلكؤ في المسير.. كانت هناك دفعةٌ عجيبةُ القوة تأتي غدرًا من الوراء..
تدفعني للركض بضع خطوات بعكس اتجاه أقدامي..
ويدٌ أخرى توقفني عنوة رغم رغبتي بالالتصاق بالأرضية الباردة هناك..

لم أكن ببساطة أرغب بخطوةٍ ضئيلة للأمام..

لكنها الحياة.. عجيبةٌ بمقاديرها..
تدفعك للأمام حينَ لا ترغبُ بالمسير..
وتسقطكَ في العمق السحيق حين تكون شعلةً تصّعّدُ للسماء..

وهناك.. حيثُ كان اللقاء الأخير..
أبقيتُ أصابعي الباردة متشبثة بأيديك على أمل ألّا أمضي..
وألّا تمضي..
على أملِ أن تتغيّر دفةُ أحدنا للوجهة الأخرى..
لكنها كانت قوةً غريبة.. تلك التي انتزعت أصابعي منك.. حتى شعرتُ بأنها تتحطم..
وحلّت مكان يداك الدافئتين.. أغلال صلبة.. جذبتني بعيدًا عنك..
فشعرتُ بأوصالي تتمزق وأنا أُسحب خائرةَ القوى.. لا أستطيع مجاراة ما يجتذبني..

على عتبات مفترق الطريق..
هناك..
بكيتُ..
.... صرختُ..
....... دون أن يسمعني أحد..
............ دون أن يلتفتَ إليّ أحد..
................... ودون أن أُســمِعَ أحد..
وحدها عيناك المحمرّتان كانتا آخر ما أراه..
وحيثُ يدفعني المسير.. حال بيننا ضبابٌ كثيف..
فلم أعّد أرى منكَ أثر.. أو أسمعَ لك خبر..

ووسط دموعي الحارقة..
والعتمة التي أحاطتني..
لم أُبصر سوى لمعانٍ بين أصابعي حيث أنار خاتمك المكان..

على مفترق الطريق..
في ذلك اليوم..
ومنذ أعوام..
لا زلتُ أذكرُ اللقاء..

على مفترق الطريق..
لم أحظى إلا ببقايا ذكريات أقتاتُ عليها لأكمل المسير..
وخاتمٌ التحم بإصبعي حتى صار جزءًا منه يميزهُ حجمٌ أصغر من إخوته..

على مفترق الطريق..
بدأنا..
وانتهينا..
وأكملنا المسير..

..~