الأحد، 29 نوفمبر 2009

بقايا يومُ المطر ...



بخطىً متثاقلة تمضي بطرف الرصيف بعد أن سمعت بمصيبة موعد تسليم المشروع، غارقةً بما يكفي من الهموم، جادة التفكير بالخطط، وبديل الخطط.
"كيف سمحوا لأنفسهم بتقديم الموعد!".

ومع أفكارها المبعثرة، وعلامات الاستفهام التي ملأت جنبات الرصيف، وتمتات شفتيها الغاضبة..
نبَّهتها برودةٌ سرت علي خديَّها، "اوه".
مرةً أخرى ولكن بيدها، "أيمكن؟"
نظرت بعينيها الغائرتين للأعلى، لتشهد بكاء السماء، فأخرجت بزفراتٍ غاضبة "وكأنَّ هذا وقته!"

غطَّت وجهها ببضع وريقاتٍ كانت تحملها.. حثَّت الخُطى بإسراع لتمحوَ أيّ خاطرةٍ أُخرى قد ترد.. "يكفيني همي هذا الآن".

مضت بالجنبات كصاروخٍ متجهٍ نحو هدفه، همَّه أن يُنهيَ مهمَّته، لا التفاتة لشيءٍ حتى ذاك الإعلان الذي كانت تحبُّ رؤيته.

مضت.. مضت.. حتى استوقفها ذلك الصوت، ارتعشت أطرافها هيبةً له، فذاك الصوت لم يكنُ غريبًا.. وإنما..

ذاك الصوت، أعاد بها الذكرى للبعيد..
ذاتُ الصوتِ، لكن يومها كان أجمل..
قطراته... 
بذات الصقيع، لكن يومها كانت أدفأ..
وذاتُ الشفافية، لكن يومها كانت أعذب..
طرقاته... 
بذات القسوة، لكن يومها كانت أيسر.. أسهل.. أقصر...

تاهت بتلك الطرقات، لم تعد تحتمي من القطرات..
لم تعد تحثُّ الخطى..
تاهت بعالمها ذاك...

وتيهٍ غيَّبها والدنيا.. حتى مرَّت شاحنة بذات سرعةٍ جنونية، رشقتها ببارد الماء بالكامل، فأدركت الوجود تارةً أُخرى!
"ذلك الأحمق، أأصابه العمى؟"

اختلطت دموعها بالمطر..
ونفضت ثيابها بالمطر..

ومضت يتبعها الطريق..
لم يعبأ بها أحد!

وحدها،
ومطرٌ ... مطر ...


هناك 3 تعليقات:

  1. عشت الأحداث والقصة وتأثرت كثيرا في النهاية.
    حفظك الله سوس

    ردحذف
  2. شكرًا لكِ غير معروف ^.^
    جميل أنها أعجبتك =) ..

    ردحذف
  3. ووووااااااااااو
    لا تعليق!!!

    ردحذف