الاثنين، 31 أغسطس 2009

أبحث بين الوحوش

أبحث وجهه بين الجثث....
طيور السماء تترقبني ...
جسدٌ يجب نهشه...
أرى يداً تحمل سيفاً هناك ...
 وبقايا رأس لوحده...
خوذةٌ ملطخة...
والطيور تتخطفني

...
أمسح دماء وجهي...
يصفعني الجناح... يجرحني المخلب....
أمضي وأبحث...
أرى ذاك السيف المغروس...
وكأني أعرفه...
باحمرار وشاحه الممزق....
أركض نحوه

...
أمسح عرق جبيني... أرى تلون يديَ الغضة...
أمشي خطوة... أتعثر أخرى...
أنظر ما حولي... رباه! توشحت الأرض سواداً...
وذاك الوشاح.... صمت المكان سكَّنه...
أمضي تجاهه... ونبضات اليأس تملأني...
أمضي... وخوفي يعرقلني...
أمضي أنفاسي تتوقف.... بصعوبةٍ أرفع صدري... أتنفس

...
ويكأن المكان خلا إلا من ذاك الوشاح... بنصل ذاك السيف الكسير...
ويكأن ساعة الزمن توقفت... والعالم غيَّر مساره...
وإذ بالأرض تحتي تزلزلني...
أرى وجهك المغبر... بصعوبةٍ أرى الملامح...
أُمسك تلك اليد... تثقلني...
انحني ببطىء... أُقبل ذاك الجبين...
 وبصعوبةٍ أحلُّ تلك العقدة

...
أُمسكُ وشاحى بيدي...
ببطءٍ أمضي....
لتنهشني الوحوش.... لتقتلني



هناك 6 تعليقات:

  1. أفلا ترين الليث يألف غيله
    سقط صريعا في أرض الوحوش
    ورفع وشاحك على سيفه المكسور
    انه يخبرك انك في امان
    فلن تمسكِ الوحوش
    فهي تهاب حسنك

    ردحذف
  2. لكن ذاك الليث رحل وتركها...
    فما الحياة من دونه؟
    وما معنى أن تتركها الوحوش...
    إنما أرادت الموت بعد ليثها... بوحوش ... ربما أشد..
    شكرًا لمرورك ...

    ردحذف
  3. إحساس لا يوصف
    أن تقف فوق قبر إنسان تحبه كثيراً وقد كان يعني لك كل شئ يعني لك الكثير ثم تحدثه ،
    تحاوره ، تصف له طعم الحياة في غيابه ولون الأيام بعد رحيله .. وتجهش في البكاء
    كطفل رضيع بكاء مرير من أعماق أعماقك حين تتذكر إنه ما عاد هنا .... بيننا
    فتموت الأسد في الغابات جوعاً
    والحسناء تأكلها الوحوش

    ردحذف
  4. لم يكن وقوفها فوق القبر فحسب،
    وإنما كان وقوفها على جثته الهامدة..
    وسيف كسير.. ووشاح لا قيمة له...
    فأرادت.. أن تأكلها الوحوش ...

    ردحذف
  5. أجدتِ وصفًا, في الحقيقة لقد برعتِ في مجال الوصف لذا فأنا أهديك تحيّة بحجم صفاء قلبك سوس.

    ردحذف