الثلاثاء، 15 فبراير 2011

فَــــقْـــدُ }}



فَـقَـدَ:  أي خسرَ شيئًا كان له أو عنده ذات يوم!
ببساطة العربية، وبتعقيدها
وباصطفاف الحروف غير آبهةٍ بما نشعرهُ

هو الفقدُ
استجداءُ بعيدٍ لن يأتي
رحيلٌ لما وراء البحار
أو أمامها
الأمر سيّان
فبعد الآن، لن تبصرَ ما فقدته العينان

هو الفقدُ
أروقةُ أعماقنا أغلقتِ لأجله المعابر
ليصبح مرور القطارات أمرًا نادرًا
لا مِن صوتٍ يصدر أثناء مرورها
واحتكاكات سككها لم يحرك بنا المشاعر

لكأنّ الطرقات من بعدهم أضحت دهاليز مغلقة
غطّت أعقاب السجائر الأرضية كلها

وهواء المكان خسِرَ نقاءه
ولون سمائه خسرَ زرقته
وتلطّخ من بعدهم برماديةٍ قاتلة

هو الفقدُ 
فمذ رحلوا
لم يتغيّر شيءٌ ها هنا
لم يتحرك شيء
لم يختلف ركن
آثار بصماتهم ما تزال مطبوعةٌ على كل قطعة
وأكوام الغبار التي احتلّت كل حيّز
نخشى نفضها فنزيل معها بقايا كلّ أثرٍ تركوه

ايهٍ أيها الفقدُ
أخذتهم بقضاء
لم تغِبْ لعدّة لحظاتٍ صورتهم من مخيلتنا
وصوتُنا بأنينٍ صارخٍ لم يسمعه إلّانا
خلا ملامحنا المرتسمةُ بآثارِ الشحوبِ يُعرِّفها المارةُ من حولنا
وبقايا شعرٍ على رؤسنا مضرّجٌ بسواد

أشبتنا أيها الفقدُ
وحرّكت من بينِ الضلوع هلع اللحاق
أنتَ المجهول أيُّها الفقد
المنسيُّ المحذور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق