الجمعة، 2 يوليو 2010

لحظات وداعٍ حقيقية .. أمــــل!



مَضَتْ أشهرٌ تسعة وأملٌ تحملُ بين الأحشاء وهنًا على وهنٍ طفلها
كان متلفهةً جدًا للقاء، والإمساكُ بتلك الأيدي الصغيرة
تحسبُ الأيام بفرح
وتتخيرُ ألوان الملابس أجمعها لأجل صغيرها القادم

وبعد لحظات المعاناة من الوضع

لم تسمعْ أملٌ لطفلها صوتًا
حملتهُ الممرضةُ بين أيديها بحرص
وأبعدتهُ عن أُمه بصمت.. بمعالم وجهها التي تغيّرت.. ولم تنبس ببنت شفة

كانت أملٌ تعلم أنّ فرصته في النجاة ضعيفة
لكنّها ظلت تتمسك بالقوة لأجل أن يأتي
حملت معها للمشفى ملابسه الصغيرة، تتعلقُّ بشظايا الأمل أنّه عائد للبيت معها

لكنها علمت لحظتها أن ذلك لن يكون
رجت الممرضة أن تراه، أن تلقاه ولو مرّة
لم تدرك الممرضة ما تفعلْ، وضعته أمامها لبرهة ثم غادرت مسرعة
سلّمته لمسؤول النقل إلى حافظة الموتى
بكتْ مُطولًا قبل أن تتمكن من العودة إلى الغرفة 


طفلٌ آخر.. ودّعته أملٌ اليوم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق